للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الصوم بالنسبة لأفراد من يجب عليه الحج. وأصل الصوم من الشرائع القديمة، وأما بهذه الكيفية. . فمن خصوصيات هذه الأمة.

قال في "الإيضاح": واعلم أن الصوم من أعظم أركان الدين، وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمارة بالسوء، وأنه مركَّب من أعمال القلب ومن المنع من المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه، وهو أجمل الخصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس، فاقتضت الحكمة الإلهية أن يبدأ في التكاليف بالأخف؛ وهو الصلاة تمرينًا ورياضةً، ثم يثنى بالوسط؛ وهو الزكاة، ويثلث بالأشق؛ وهو الصوم، وإليه وقعت الإشارة في مقام المدح في قوله تعالى: {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} (١)، وفي ذكر مباني الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم: "وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان"، فاقتدت أئمة الشريعة في مصنفاتهم بذلك. انتهى.

وفرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، فصام صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، واحدًا كاملًا، وثمانية نواقص.

ولعل الحكمة في ذلك تطمين نفوس من يصومه ناقصًا من أمته، والتنبيه على مساواة الناقص للكامل من حيث الثواب المترتب على أصل صوم رمضان، لا من حيث ما زاد به الكامل على الناقص من صوم اليوم الزائد وفطره وسحوره؛ فإن ذلك أمر يفوق به الكامل على الناقص.

والأصل في وجوبه قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (٢)؛


(١) سورة الأحزاب: (٣٥).
(٢) سورة البقرة: (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>