للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ تَعالى، يَقُولُ اللهُ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي،

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل عمل) صالح لـ (ابن آدم يضاعف) أجره قليلًا كان أو كثيرًا (الحسنة) الواحدة تضاعف (بعشر أمثالها) وبما فوقه (إلى سبع مئة ضعف) وبما فوق السبع مئة (إلى ما شاء الله تعالى) مما لا يقادر قَدْرَه إلا الله سبحانه (يقول الله) سبحانه فيما يروي به النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وفيه إشارة إلى أنه من الأحاديث القدسية.

وقوله: (إلا الصوم) استثناء من حسنات ابن آدم؛ أي: كل حسنة من حسنات ابن آدم يضاعف أجرها من عشر إلى سبع مئة ضعف وإلى ما فوقها، إلا الصوم؛ فإنه لا يعلم قدر جزائه إلا أنا؛ (فإنه) أي: الصومَ يكون (لي) من بين سائر الأعمال، ليس للصائم فيه حظ، أولم يتعبد به أحد غيري، أو هو سر بيني وبين عبدي يفعله خالصًا لوجهي، أو إن فيه صفة الصمدانية؛ وهي التنزيه عن الغذاء (وأنا أجزي) صاحبه (به) وقد علم أن الكريم إذا تولى الإعطاء بنفسه. . كان في ذلك إشارةً إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه، ففيه مضاعفة الجزاء من غير عدد ولا حساب. انتهى من "الإرشاد".

(يدع) الصائم؛ أي: يترك (شهوته) أي: شهوة الجماع (وطعامه) وشرابه (من أجلي) أي: لأجل التقرب إلي، واتفقوا على أن المراد بالصائم هنا: من سلم صيامه من المعاصي.

وأدنى درجات الصوم الاقتصار على الكف من المفطرات، وأوسطها أن

<<  <  ج: ص:  >  >>