للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ. . صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ

===

(عن أبي صالح) ذكوان السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (١٠١ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كانت) أي: جاءت وحصلت ودخلت (أول ليلة من رمضان) فكان هنا تامة لا خبر لها، وجملتها فعل شرط لإذا، وجوابها جملة (صفدت الشياطين) أي: غلت وقيدت وأوثقت وسلسلت بالأصفاد؛ جمع صفد، والصفد: الغل؛ وذلك لئلا تفسد الشياطين على الصائمين صيامهم (ومردة الجن) جمع مارد؛ كطلبة وجهلة؛ وهو العاتي الشديد المتجرد للشر، ومنه: الأمرد؛ لتجرده من الشعر، وهو تخصيص بعد تعميم، أو عطف تفسير وبيان؛ كالتتميم، وقيل: الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم. . كيلا يوسوسوا في الصائمين، وأمارة ذلك: تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن المعاصي، ورجوعهم بالتوبة إلى الله تعالى، وأما ما يوجد خلاف ذلك في بعضهم. . فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين، أغرقت في عمق تلك النفوس الشريرة، وباضت في رؤوسها.

وقد خص من عموم "صفدت الشياطين" زعيم زمرتهم، وصاحب دعوتهم؛ ليكون الإنْظارُ الذي سأله من الله، فأجيب إليه، فيقع ما يقع من المعاصي بتسويله وإغوائه، ويمكن أن يكون التقييد كناية عن ضعفهم في الإغواءِ والإضلالِ، كذا في "المرقاة"، وقال الحافظ في "الفتح": قال عياض: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر، وتعظيم

<<  <  ج: ص:  >  >>