الفتح؛ لأن عبد الله المذكور في هذا الحديث بأنه كان صائمًا استشهد في غزوة مؤتة، قبل غزوة الفتح، وإن كانتا جميعًا في سنة واحدة بلا خلاف، ولا في غزوة بدر؛ لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذ أسلم (وإن الرجل) منا (ليضع يده على رأسه من شدة الحر) وقاية لها (وما في القوم) منا (أحد صائم) في ذلك اليوم (إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة) بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن خزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، الشاعر المشهور، يكنى أبا محمد، ويقال: كنيته أبو رواحة، وأمه كبشة بنت واقد الخزرجية أيضًا، وليس له عقب، من السابقين الأولين من الأنصار، أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرًا وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة رضي الله تعالى عنه وأرضاه. انتهى من "الإصابة" بتصرف.
وهذا مما يؤيد أن هذا السفر لم يكن في غزوة الفتح؛ لأن الذين استمروا على الصيام من الصحابة كانوا جماعة، وفي هذا الحديث أنه ابن رواحة فقط، قال القسطلاني: وفي قوله: (إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة) دليل على أن لا كراهية في الصوم في السفر لمن قوي عليه ولم يصبه منه مشقة شديدة. انتهى من "العوئ".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصوم، باب إذا صام أيامًا من رمضان، ومسلم في كتاب الصيام، باب التخيير في الصوم والإفطار في رمضان، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب من اختار الصيام.