الحجاب؛ أي: كشفك الستور عن الباب واستماع سوادي بعد الدخول على حتى أنهاك عن الاستماع، فلا تحتاج إلى الاستئذان لفظًا، والمعنى الأول على الرواية الأولى هو الصواب، كما قاله النواوي والقرطبي.
قال النواوي: الرواية في (يرفع) أنه مبني للمفعول، ولا يجوز غيره وكذا قال القرطبي؛ والمعنى: إذني إياك في الدخول على رفع الحجاب والستور عن الباب؛ أي: علامة إذني لك في الدخول كشف الستور عن الباب.
(و) لك إذا دخلت على (أن تسمع) أي: أن تستمع (سوادي) أي: مناجاتي ومساررتي (حتى أنهاك) وأزجرك عن الاستماع.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في كتاب السلام، باب (٦).
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
وعبارة السندي: قوله: "أن تسمع سوادي" في "النهاية": السواد - بالكسر -: السرار؛ كأنه جوز له في الدخول عليه حيث يسمع كلام الله ويعلم مع وجوده إلى أن ينهاه، ولعل ذلك إذا لم يكن في الدار حرمة؛ وذلك لأنه كان يخدمه صلى الله عليه وسلم في الحالات كلها؛ فيهيئ طهوره، ويحمل معه المطهرة إذا قام إلى الوضوء، ويأخذ نعله، ويضعها إذا جلس، وحين ينهض، فيحتاج إلى كثرة الدخول عليه. انتهى.
وقال القاضي عياض: والسواد - بكسر السين -: السرار - بكسر السين والراء المكررة - أي: السر، ويقال: ساودته مساودة وسوادًا؛ أي: ساررته، وأصل ذلك دنو سواد الشخص من سواد الآخر، وهذا السواد - الذي هو الشخص -بفتح السين لا غير، وفيه أن من له من الكبراء حجاب من باب أو غيره إذا فتح الباب