للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقوله: (إربه) بكسر الهمزة وسكون الراء، وهو رواية الأكثر على بيان النووي، ويفسر تارةً بأنه الحاجة، وتارةً بأنه العقل، وتارةً بأنه العضو، وأريد ها هنا: العضو المخصوص، وقد يروى: (أَرَبَه) بفتح الهمزة والراء على المشهور؛ وهو الحاجة؛ تريد: الشهوة، كذا ذكره في "شرح السنة"، ورده التوربشتي بأن تفسيره بالعضو المخصوص خارج عن سنن الأدب، قال الطيبي: ولعل ذلك مستقيم؛ لأن الصديقة رضي الله تعالى عنها ذكرت أنواع الشهوة، مترقية من الأدنى إلى الأعلى؛ فبدأت بمقدمتها التي هي القبلة، ثم ثنت بالمباشرة؛ من نحو المداعبة والمعانقة، وأرادت أن تعبر عن المجامعة، فكنت عنها بالأرب؛ وأي عبارة أحسن منها؟ ! انتهى.

وفيه أن المستحسن إذًا أن الأرب بمعنى الحاجة كنايةٌ عن المجامعة، وأما ذكر الذكر .. فغير ملائم للأنثى كما لا يخفى لا سيما في حضور الرجال، ثم المعني: أنه كان أملككم وأغلبكم وأقدركم على منع النفس مما لا ينبغي أن يفعل، قال ابن الملك: أرادت بملكه عليه حاجته: قمعه الشهوة، فلا يخاف الإنزال، بخلاف غيره، وعلي هذا فيكره لغيره القبلة والملامسة باليد، كذا في "المرقاة". وفي "الحواشي السندية على ابن ماجه" قيل: معناه: أنه مع ذلك يأمن الإنزال والوقاع، فليس لغيره ذلك، فهذا إشارة إلي علة عدم إلحاق الغير به في ذلك، ومن يجيزها للغير .. يجعل قولها إشارة إلى أن غيره له ذلك بالأولى؛ فإنه أملك الناس لإربه ويباشر ويقبل، فكيف لا يباح لغيره؟ ! انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصوم، باب المباشرة للصائم، ومسلم في كتاب الصيام، باب بيان أن القبلة في الصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>