للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَا: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَفْعَلُ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ.

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(فقالا) لها: (أكان) أي: هل كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر) أي: يستمتع بمباشرة وملامسة بشرة بعض أزواجه؛ بالمعانقة والمفاخذة والمباضعة (وهو صائم؟ ) أي: والحال أنه صائم، قال السندي: (يباشر) أي: يمس بشرة المرأة ببشرته؛ كوضع الخد على الخد ونحوه. انتهى.

(قالت) عائشة: (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يفعل) تلك المباشرة (و) لكنه (كان أملككم) وأقدركم أيها الرجال (لـ) إمساك (إربه) أي: عضوه عن إمضاء شهوته؛ أي: أغلبكم وأقدركم لإربه؛ أي: لكف شهوته ومنعها، قال العلماء: معنى كلام عائشة: أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة، ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في استباحتها لكم؛ لأنه يملك نفسه ويأمن من الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيجان أو نحو ذلك، وأنتم لا تأمنون ذلك، وطريقكم واللائق بكم الانكفاف عنها. انتهى "نووي".

وفي حديثها ذكر القبلة، ثم ذكر المباشرة من نحو المداعبة والمعانقة، ثم لما أرادت أن تعبر عن المجامعة .. كنت عنها بالإرب، وهو معنى قولها: (ولكنه أملككم لإربه) بمعنى: أنه ما كان يفعلها مع حومه حول مقدماتها، والمعنى كما قال ملا علي: أنه كان أغلبكم وأقدركم على منع النفس مما لا ينبغي. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصوم، باب المباشرة للصائم، ومسلم في كتاب الصيام، باب بيان أن القبلة في الصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>