للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ .. فَلَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ".

===

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يدع) أي: من لم يترك (قول الزور) أي: الكذب، والإضافة بيانية، زاد البخاري في رواية: (والجهل)، قال الحافظ في "الفتح": المراد بقول الزور: الكذب. انتهى، وقال القاري: المراد به: الباطل؛ وهو ما فيه إثم، وقال الطيبي: الزور: الكذب والبهتان؛ أي: من لم يترك القول الباطل من قول الكفر وشهادة الزور والافتراء والغيبة والبهتان والقذف والشتم واللعن، وأمثالها مما يجب على الإنسان اجتنابها ويحرم عليه ارتكابها.

(والجهل) بالنصب معطوف على (قول الزور) أي: وقول الجهل؛ كالمزاح والسخرية والشتم (والعمل) بالنصب معطوف أيضًا على (قول الزور) أي: والعمل (به) أي: بقول الزور؛ كالشهادة والحكم به، وفي "التحفة": (به) أي: العمل بالزور؛ يعني: الفواحش من الأعمال؛ لأنها في الإثم كالزور، وقال الطيبي: هو العمل بمقتضاه من الفواحش وما نهى الله عنه .. (فلا حاجة لله) أي: لا التفات ولا مبالاة لله، وهو مجاز عن عدم القبول لصومه، نفى السبب وأراد نفي المسبب (في أن يدع) ويترك (طعامه وشرابه) فإنهما مباحان في الجملة، فإذا تركهما وارتكب أمرًا حرامًا من أصله .. استحق المقت وعدم قبول طاعته، وقوله: "فلا حاجة لله" لا مفهوم له؛ فإن الله لا يحتاج إلى شيء. انتهى "تحفة".

قال القاضي: المقصود من الصوم: كسرُ الشهوة، وتطويعُ الأمَّارة، فإذا لم يحصل منه ذلك .. لم يبال بصومه، ولم ينظر إليه نظر عناية، فعدم الحاجة عبارة عن عدم الالتفات والقبول، وكيف يلتفت إليه، والحال أنه ترك ما يباح

<<  <  ج: ص:  >  >>