الأمة ملتبسًا (بخير) وصلاح، منتظمًا على سنتي وسنة خلفائي (ما عجلوا الإفطار) من الصوم وبادروا إليه بعد تحقق الغروب، فـ (ما) مصدرية ظرفية؛ أي: لا يزالون ملتبسين بخير وصلاح مدة تعجيلهم الفطر؛ لأنه دأب سيد المرسلين؛ ليحصل الحضور في الصلاة بفراغ قلب، وإذا أخروه .. كان ذلك علامةً على فساد يقعون فيه؛ وهو مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قاله ملا علي.
وفي التعجيل إظهار العجز المناسب للعبودية، ومبادرة إلى قبول الرخصة من الحضرة الربوبية، ويسن تقديمه على الصلاة؛ للخبر الصحيح: "ولو بشربة ماء"، وصح أن الصحابة كانوا أعجل الناس إفطارًا وأبطأهم سحورًا، وأهل البدعة يؤخرونه إلى اشتباك النجوم، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الطريق المستقيم، مَنْ تَعَوَّجَ عنها .. فقد ارتكبَ المُعوَّجَ من الضلال ولو في العبادة. انتهى من "المرقاة" بتصرف في العبارة.
وروى ابن حبان والحاكم من حديث سهل أيضًا بلفظ: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم"، وفيه بيان العلة في ذلك، قال المهلب: والحكمة في ذلك ألا يُزاد في النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة، واتفق العلماء على أن محل ذلك إذا تحقق الغروب؛ كما أشرنا إليه آنفًا بالرؤية، أو بإخبار عدلين، وكذا عدل واحد على الأرجح، قال ابن دقيق العيد: وفي الحديث رد على الشيعة في تأخير الفطر إلى ظهور النجوم، ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر؛ لأن الذي يؤخره يدخل في فعل خلاف السنة. انتهى.
والأولى أن يكون السبب ما زاده أبو هريرة في حديثه؛ لأن اليهود والنصارى