للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُودَ"، قَالَ: كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: "وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ".

===

(ذلك) الصوم الذي سألت عنه (صوم داوود) عليه السلام، فهو أفضل الصيام؛ يعني: وهو في غاية من الاعتدال، ورعاية لجانبي العبادة والعادة بأحسن الأحوال، ثم (قال) عمر: يا رسول الله؛ (كيف) الحكم (بـ) صوم (من يصوم يومًا ويفطر يومين) هل فيه فضل أم لا؟ فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (وددت) أي: أحببت وتمنيت (أني طوقت ذلك) الصوم، بالبناء للمجهول مع تشديد الواو؛ أي: وددت لو جعلني الله مطيقًا ذلك الصيام المذكور. انتهى "مرقاة".

قال النووي: قال القاضي: معناه: وددت أن أمتي تطوقه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يطيقه وأكثر منه، وكان يواصل، ويقول: "إني لست كأحدكم؛ إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" قلت: ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم في بعض رواية مسلم: "ليت أن الله قوانا لذلك" أويقال: إنما قاله لحقوق نسائه وغيرهن من المسلمين المتعلقين والقاصدين إليه. انتهى "فتح الملهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، في باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب في صوم الدهر تطوعًا، والنسائي في كتاب الصيام، باب صوم يوم وإفطار يوم.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:

الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>