للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي سَبِيلِ اللهِ .. بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ مِنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

===

واحدًا (في سبيل الله) تعالى، يحتمل أن المراد به: مجرد إخلاص النية؛ أي: في طاعة الله مخلصًا له، ويحتمل أن المراد به: أنه صام حالة كونه غازيًا، والثاني هو المتبادر. انتهى "سندي". وفي "فوائد أبي الطَّاهر الذهلي" من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: "ما من مرابط يرابط في سبيل الله فيصوم يومًا في سبيل الله ... " الحديث، قال ابن دقيق العيد: العرف الأكثر: استعمال لفظ: (في سبيل الله) في الجهاد؛ فإن حمل عليه .. كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين، قال: ويحتمل أن يراد بـ: (سبيل الله): طاعته كيف كانت، والأقرب الأول؛ كما يدل عليه حديث أبي هريرة، ولا يعارض ذلك أن الفطر أفضل في الجهاد وأولى؛ لأن الصائم يضعف عن اللقاء؛ فإن الفضل المذكور في حديث الباب محمول على من لم يخش ضعفًا، ولا سيما من اعتاد به فصار ذلك من الأمور النسبية، فمن لم يضعفه الصوم .. فالصوم في حقه أفضل؛ ليجمع بين الفضيلتين. انتهى "فتح الملهم".

والمعنى: من صام يومًا ... إلى آخره؛ أي: من جمع بين الصوم ومشقة الغزو، أو معناه: صام يومًا لوجه الله تعالى. انتهى "مرقاة".

(باعد الله) عز وجل (بـ) سبب صوم (ذلك اليوم) أي: أبعد الله سبحانه (النار) الأخروية (من وجهه) أي: من وجه ذلك الصائم أو ذاته مسافة (سبعين خريفًا) أي: عامًا؛ يعني: أنه نحاه عنها وعافاه منها، قال ابن الملك: عبر عن تنحيته عنها بطريق التمثيل؛ ليكون أبلغ؛ لأن من كان بعيدًا عن عدوه بهذا المقدار .. لا يصل إليه ألبتة، وأراد بالخريف؛ وهو الفصل الثالث من فصول السنة الأربعة المجموعة في قول بعضهم:

ربيع وصيف من الأزمان ... خريف شتاء فخذ بياني

<<  <  ج: ص:  >  >>