للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، وَإنَّ صِيَامَ يَوْمٍ فِيهَا لَيَعْدِلُ صِيَامَ سَنَةٍ، وَلَيْلَةٍ فِيهَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ".

===

والمجرور في له نائب فاعل، فيها متعلق بيتعبد، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مرفوع على كونه فاعلًا لأحب (من أيام العشر) جار ومجرور متعلق بأحب؛ والتقدير: ليست أيام كائنة من أيام الدنيا أحب إلى الله سبحانه عبادته فيها من أيام العشر.

(و) إنما قلت ذلك؛ لـ (أنَّ صيام يوم) كائن (فيها) أي: من هذه العشر؛ أي: ما عدا العاشر، قال ابن الملك: أي: من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة (ليعدل) ويساوي (صيام سنة) كاملة أجرًا؛ أي: لم يكن فيها عشر ذي الحجة، كذا قيل، والمراد: صيام التطوع، فلا يحتاج إلى أن يقال: لم يكن فيها أيام رمضان (و) إن قيام (ليلة فيها) أي: منها؛ أي: من هذه العشر يساوي (بـ) قيام (ليلة القدر) التي هي خير من ألف شهر. انتهى من الفهم السقيم.

وعبارة "التحفة": قوله: (ما) بمعنى ليس (من أيام) من زائدة، وأيام اسمها (أحب إلى الله) بالنصب على أنه خبرها، وبالفتح صفتها، وخبرها محذوف؛ تقديره: ثابتة، وقيل: بالرفع على أنه صفة أيام على المحل، والفتح على أنها صفتها على اللفظ، وقوله: (أن يتعبد) في محل رفع بتأويل المصدر على أنه فاعل أحب، وقيل: التقدير: لأن يتعبد؛ أي: يفعل العبادة (له) أي: لله (فيها) أي: في الأيام (من عشر ذي الحجة).

قال الطيبي: قيل: لو قيل: أن يتعبد مبتدأ، وأحب خبره، ومن متعلق بأحب .. يلزم الفصل بين أحب ومعموله بأجنبي، فالوجه أن يقرأ أحب بالفتح؛ ليكون صفة أيام، وأن يتعبد فاعله، ومن متعلق بأحب، والفصل ليس بأجنبي، وهو كقوله: ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل من عين زيد، وخبر ما

<<  <  ج: ص:  >  >>