للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ".

===

(حسين سبط من الأسباط) - بكسر السين - هو ولد الولد، ذكره تأكيدًا للاتحاد والبعضية وتقريرًا لها، ويحتمل أن يكون فائدة الإخبار بيان أنه حقيق بذلك وأهل له، وليس من الأولاد الذين ينفى نسبهم عن الآباء، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} (١)، وقيل: يطلق السبط على القبيلة، وهو المراد ها هنا، والمقصود: الإخبار ببقائه وكثرة أولاده، وقيل: المراد أنه أمة من الأمم في الخير على حد قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} (٢). انتهى "سندي".

قال في "النهاية": أي: أمة من الأمم في الخير، والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل، واحدهم سبط، فهو واقع على الأمة، والأمة واقع عليه. انتهى.

قال القاضي: السبط ولد الولد؛ أي: هو من أولاد أولادي، أكد به البعضية وقررها، ويقال للقبيلة، قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا} (٣)؛ أي: قبائل، ويحتمل أن يكون المراد ها هنا على معنى أنه يتشعب منه قبيلة، ويكون من نسله خلق كثير، فيكون إشارة إلى أن نسله يكون أكثر وأبقى، وكان الأمر كذلك.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين، وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم، فد رجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث يعلى بن مرة رضي الله عنه، فقال:


(١) سورة هود: (٤٦).
(٢) سورة النحل: (١٢٠).
(٣) سورة الأعراف: (١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>