للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا".

===

الأهل جائز (يقول) الله عز وجل لملك الغفران: (دعهما) أي: اتركهما؛ أي: اترك المتهاجرين عن كتابة الغفران لهما (حتى يصطلحا) ويتوافقا ويتواصلا ويتحابا.

قال السندي: قوله: "دعهما" كأنه خطاب للملك الذي يعرض الأعمال على الله تعالى، فمعنى دعهما: أي: لا تعرض عملهما على، أو لعله إذا غفر لأحد .. يضرب الملك على سيئاته أو يمحوها من الصحيفة بوجوده، فمعنى "دعهما": أي: لا تمسح سيئاتهما. انتهى، قال الحافظ: وقد ورد في صيام يوم الاثنين والخميس عدة أحاديث صحيحة؛ منها: حديث عائشة، أخرجه أبو داوود والترمذي والنسائي، وصححه ابن حبان من طريق ربيعة الجرشي عنها، ولفظه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس)، وحديث أسامة: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس، فسألته، فقال: "إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" أخرجه أبو داوود والنسائي، وصححه ابن خزيمة. انتهى "فتح الملهم" باختصار.

الحديث يدل على استحباب صوم الاثنين والخميس؛ لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال، قال في "فتح الودود": قد جاء في "الصحيحين": "يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل" فيحتمل أنه يعرض عليه تعالى أعمال العباد كل يوم، ثم يعرض أعمال الجمعة في يوم الاثنين والخميس، ثم أعمال السنة في شعبان، ولكل عرض حكمة، ويحتمل أنها تعرض عليه كل يوم تفصيلًا، وفي الجمعة إجمالًا، أو بالعكس. انتهى من "العون".

<<  <  ج: ص:  >  >>