قال القرطبي: هذا الشهر إنما كان أفضل -والله أعلم- من أجل أن المحرم أول السنة المستأنفة التي يجيء رمضانها، فكان استفتحها بالصوم الذي هو من أفضل الأعمال، والذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بأنه ضياء، فإذا استفتح سنته بالضياء .. مشى فيه بقيتها، والله تعالى أعلم. انتهى من "المفهم".
فإن قيل: إذا كان هذا الشهر أفضل .. فما وجه ما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان أكثر مما في المحرم؟
قلنا: لعله صلى الله عليه وسلم علم أفضليته في آخر حياته، أو لعله كان يعرض له أعذار فيه من مرض أو سفر أو غيرهما. انتهى من "المبارق".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، وأبو داوود في كتاب الصيام، باب في صوم المحرم، والترمذي في كتاب الصيام باب ما جاء في صوم المحرم.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به للترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف ثانيًا للترجمة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٠٦) - ١٧١٥ - (٣)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي (الحزامي) -بالزاي- صدوق تكلم فيه لأجل القرآن، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومئتين (٢٣٦ هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).