للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَقَمَ فَقَالَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: "شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ".

===

(عن محمد بن المنتشر) الأجدع الهمداني -بالسكون- الكوفي، ثقة، من الرابعة. يروي عنه: (ع).

(عن حميد بن عبد الرحمن الحميري) البصري، ثقة فقيه، من الثالثة. يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم) لم أر من ذكر اسم هذا الرجل (فقال) الرجل: (أي الصيام أفضل) أي: أكثر أجرًا (بعد) صيام (شهر رمضان؟ ) ؤ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام (شهر الله) والإضافة فيه؛ لتشريف المضاف إليه؛ نظير: ناقة الله (الذي) صفة للشهر؛ أي: صيام الشهر الذي (تدعونه) أي: تسمونه أيها المسلمون (المحرم) وخص بهذه الإضافة؛ أعني: (شهر الله) مع أن في الشهور أفضل منه؛ لأنه اسم إسلامي دون سائر الشهور، وكان اسمه في الجاهلية: صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني.

وقال الطيبي: أراد بصيام شهر الله: صيام يوم عاشوراء، فيكون من باب ذكر الكل وإرادة الجزء، لكن الظاهر أن المراد: جميع شهر المحرم، قاله ملا علي، أي: هو أفضل شهر يتطوع بصيامه كاملًا؛ لأنه أول السنة المستأنفة، فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال، وإنما قيل: كاملًا؛ لأن التطوع ببعض الشهر قد يكون أفضل؛ كصوم يوم عرفة وعشر ذي الحجة. انتهى من "شروح الجامع الصغير".

<<  <  ج: ص:  >  >>