المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (١١٧ هـ). يروي عنه:(ع).
(يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص) بن وائل السهمي أبا محمد المدني، أحد السابقين المكثرين رضي الله تعالى عنه، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: سمعت عبد الله (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد") عند الله تعالى، بل تستجاب له.
قوله:"إن للصائم دعوةً" الدعوة هنا للمرة، وهو ظاهر، وفي "الزوائد": إسناده صحيح؛ لأن إسحاق بن عبيد الله قال النسائي: لا بأس به، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري، قال السيوطي: قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول": أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصت من بين الأمم في شأن الدعاء، فقال تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(١) وإنما كان ذاك للأنبياء، فأعطيت هذه الأمة ما أعطيت الأنبياء، فلما دخل التخليط في أمورهم؛ من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم .. حجبت قلوبهم، والصوم يمنع النفس عن الشهوات، فإذا ترك شهوته من قلبه .. صفا القلبُ، وصارت دعوتُه بقلبٍ فارغٍ قد زَايَلَتْه ظلمةُ الشهوات، وتولَّتْهُ الأنوارُ، فإن كان ما سأل من المقدر له .. عجل، وإن لم يكن .. كان مدخرًا له في الآخرة. انتهى، انتهى من "السندي".