للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الحروب والرياح والزلازل والصواعق والخسف إلى جبريل، ونسخة الأعمال إلى إسرافيل، ونسخة المصائب إلى ملك الموت. انتهى من "حدائق الروح والريحان"، وقد بسطنا الكلام فيه، فراجعه.

قوله: "فأنسيتها" -بضم الهمزة- من الإنساء، من باب الإفعال مبنيًا للمجهول؛ أي: فأنسيت تعيينها لسبب من الأسباب؛ وذلك السبب ما ذكره في حديث أبي هريرة: "فأريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر".

فإن قلت: إذا جاز النسيان في هذه المسألة .. جاز في غيرها، فيفوت منه التبليغ إلى الأمة.

قلت: نسيان الأحكام التي يجب عليه التبليغ لها لا يجوز، ولو جاز ووقع .. لذكَّره الله تعالى. كذا في "عمدة القاري".

وقال الحافظ في الحديث: إن النسيان جائز عليه صلى الله عليه وسلم ولا نقص عليه في ذلك، لا سيما فيما لم يؤذن له في تبليغه، وقد يكون في ذلك مصلحة في التشريع؛ كما في السهو في الصلاة، أو بالاجتهاد في العبادة؛ كما في هذه القصة؛ لأن ليلة القدر لو عينت في ليلة بعينها .. حصل الاقتصار عليها، ففاتت العبادة في غيرها، وكأن هذا هو المراد بقوله: "عسى أن يكون خيرًا لكم" كما ورد في حديث عبادة عند البخاري، والله أعلم. انتهى من "الفتح".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري بنحوه في كتاب الاعتكاف، باب التماس ليلة القدر، وفي غيره في مواضع كثيرة؛ كما ذكرها السندي، ومسلم في كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها

<<  <  ج: ص:  >  >>