للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

كله) والظاهر -والله أعلم - معظم الليل، فهو مجاز مرسل علاقته الجزئية؛ بدليل قولها في الحديث الصحيح: (ما علمته قام ليلةً إلى الصباح). انتهى.

قوله: (وأيقظ أهله) روى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت جحش وأم سلمة: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام .. لم يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه)، قال القرطبي: وفيه حث الأهل على القيام للنوافل، وحملهم على تحصيل الخير والثواب، ويفهم منه تأكيد القيام في هذه العشر على غيره، (وجد) أي: اجتهد في العبادات (وشد المئزر) أي: امتنع من النساء، وهذا أولى من قول من قال: إنه كناية عن الجد والاجتهاد؛ لأنه قد ذكر أولًا، فحمل هذا على فائدة مستجدة أولى.

وقد ذهب بعض أئمتنا إلى أنه عبارة عن الاعتكاف، وفيه بعد؛ لقولها: (أيقظ أهله)، وهذا يدل على أنه كان معهم في البيت، وهو كان في حال اعتكافه في المسجد، وما كان يخرج منه إلا لحاجة الإنسان، على أنه يصح أن يوقظهن من موضعه من باب الخوخة التي كانت له إلى بيته في المسجد، والله أعلم.

فإن حملناه على الاعتكاف .. فهم منه أن المعتكف لا يجوز له أن يقرب النساء بمباشرة ولا استمتاع فما فوقهما، ويدل عليه قوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (١)، فإن وقع منه الجماع .. فسد اعتكافه ليلًا كان أو نهارًا بالإجماع، ثم هل عليه كفارة؛ فالجمهور على أن لا، وذهب الحسن والزهري إلى أن عليه ما على المواقع أهله في نهار رمضان، ورأى مجاهد أن يتصدق بدينارين، وأجرى مالك والشافعي في أحد قوليه الجماع فيما دون الفرج


(١) سورة البقرة: (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>