للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ .. اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ .. عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ.

===

أيام) من رمضان (فلما كان العام الذي قبض) وتوفي (فيه .. اعتكف عشرين يومًا، وكان) صلى الله عليه وسلم (يُعْرَضُ عليه القرآنُ) من جهة جبريل بالبناء للمجهول؛ أي: يستعرض منه القرآن؛ أي: يطلب جبريل منه عرض القرآن عليه، ليستمع له ويختبر حفظه، لأنه معلمه (في كل عام) في رمضان (مرة) واحدة؛ أي: يستمع له مرةً واحدة (فلما كان العام الذي قبض فيه .. عرض عليه) أي: طلب منه عرض القرآن على جبريل (مرتين) إشارةً إلى قرب أجله.

قال النووي: الاعتكاف في اللغة: الحبس والمكث واللزوم واللبث والإقامة والاستمرار على الشيء خيرًا كان أو شرًّا؛ كما قال تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (١)، وقال تعالى: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} (٢).

وفي الشرع: اللبث والمكث في المسجد من شخص مخصوص بنيته، بصفة مخصوصة، ويسمى الاعتكاف: جوارًا، ومنه الأحاديث الصحيحة؛ منها: حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في أوائل الكتاب من صحيح البخاري: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصغِي إِليَّ رأسَه وهو مجاور في المسجدِ، فأرجله وأنا حائض)، وقد جاءت الأحاديث في اعتكاف النبي في العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأُوَلِ من شوال، ففيها استحباب الاعتكاف، وتأكد استحبابه في العشر الأواخر من رمضان، وقد أجمع المسلمون على استحبابه، وأنه ليس بواجب، وعلى أنه متأكد في العشر الأواخر من رمضان.


(١) سورة البقرة: (١٨٧).
(٢) سورة الأعراف: (١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>