للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِيَ وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا مَا وَارَى إِبِطُ بِلَالٍ".

===

(و) الله؛ (لقد أتت) أي: مضت (علي) في حياتي ليلة (ثالثة)، ولفظ الترمذي: "ولقد أتت عليّ ثلاثون ما بين يوم وليلة(و) الحال أنه (مالي) أي: ليس لي (ولبلال طعام) أي: مأكل (يأكله ذو كبد) رطب -بفتح فكسر- أي: حيوان (إلا ما) أي: شيء قليل (وارى) أي: ستره وغطاه (إبط بلال) - بكسر الهمزة وسكون الموحدة وتكسر - وهو ما تحت المنكب؛ والمعنى أن بلالًا كان رفيقي في ذلك الوقت، وما كان لنا من الطعام إلا شيء قليل بقدر ما يأخذه بلال تحت إبطه.

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: الترمذي؛ أخرجه في أواخر أبواب الزهد، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال أيضًا: ومعنى هذا الحديث: حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم هاربًا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه. انتهى كلام الترمذي، وأخرجه ابن حبان أيضًا، وكذا في "الجامع الصغير" قال المناوي: بإسناد صحيح.

فحينئذ درجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

وعبارة "تحفة الأحوذي" هنا: قال في "اللمعات" قوله: (ومعه بلال) أفاد أن هذا الخروج غير الهجرة إلى المدينة؛ لأنه لم يكن معه بلال فيها، فلعل المراد خروجه صلى الله عليه وسلم هاربًا من مكة في ابتداء أمره إلى الطائف إلى عبد كُلَال -بضم الكاف مخففًا - رئيس أهل الطائف ليحميه من كفار مكة حتى يؤدي رسالة ربه، فسلط على النبي صلى الله عليه وسلم صبيانه، فرموه بالحجارة حتى أدموا كعبيه صلى الله عليه وسلم، وكان معه زيد بن حارثة لا بلال. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>