للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ .. فَانْتَهُوا".

===

محل الرفع مبتدأ، جوابها: (فخذوه) مني، وهو خبرها، أو جملة الشرط، أو هما على الخلاف المذكور في محله؛ أي: فاقبلوه مني؛ بامتثاله وجوبًا في الواجبات، ومندوبًا في المندوبات، (وما نهيتكم) نهي تحريم أو تنزيه؛ أي: زجرتكم (عنه) .. (فانتهوا) أي: فانزجروا وجوبًا في المحرمات، وندبًا في المكروهات، وهذا الحديث كالتفسير لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (١).

و(ما) في الموضعين شرطية، كما ذكر السيوطي هذا الاحتمال؛ لأن الشرطية أظهر معنىً، وفي جعلها موصولة يلزم وقوع الجملة الإنشائية خبرًا، وهو مما اختلفوا في جوازه، وكثير منهم على أنه لا يصح إلا بتأويل، بخلاف الشرطية، فإن المحققين على أن خبرها جملة الشرط لا الجزاء، والخطاب وإن كان للحاضرين وضعًا لكن الحكم يعم الغائبين اتفاقًا، وفي شمول الخطاب لهم قولان، وعلى تقدير الشمول فإطلاقه يشمل المجتهد والمقلد. انتهى "سندي".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف"، ولكن له شاهد من الآية، كما مر آنفًا، وانظر الترمذي (٤٧: ٥)، الحديث (٢٦٧٩)، وانظر الحديث الذي بعده.

ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.

ودل على الترجمة بمنطوقه؛ لأنه دل على الأمر باتباع السنة.

* * *


(١) سورة الحشر: (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>