وثقه ابن حبان، وقال ابن عبد البر في "الكنى": بصري ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (١٠٨ هـ).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل السهمي أبي محمد المدني رضي الله عنهما، له سبع مئة حديث، كما مر.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم كوفيون، وواحد بصري، واحد مدني، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عثمان بن عمير، متفق على ضعفه.
(قال) عبد الله بن عمرو: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أقلَّت) -بتشديد اللام- و (ما) نافية؛ أي: ما حملت ورفعت (الغبراء) أي: الأرض، سميت بذلك؛ لأن أغلب لونها الغُبرة؛ وهي لون بين السواد والحمرة، (ولا أظلت الخضراء) أي: السماء، سميت بذلك؛ لأن لونها الخضرة والزرقة (من رجل) من زائدة في المفعول؛ أي: رجلًا (أصدق لهجة) أي: كلامًا؛ أي: أكثر صدقًا في الكلام (من أبي ذر) الغفاري، واللهجة: اللسان وما ينطق به من الكلام، والمراد بهذا الحصر التأكيد والمبالغة في صدقه؛ أي: هو متناهٍ في الصدق، لا أنه أصدق من غيره مطلقًا؛ إذ لا يصح أن يقال: أبو ذر أصدق من أبي بكر رضي الله عنه وهو صدِّيق هذه الأمة وخيرها بعد نبيها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أصدق من أبي ذر وغيره، كذا قالوا.
قال القاري: وفيه أنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء مستثنىً شرعًا، وأما الصديق لكثرة تصديقه لا يمنع أن يكون أحد أصدق في قوله، وقد جاء في الحديث:"أقرؤكم أُبي، وأقضاكم على" ولا بدع أن يكون في المفضول