ما لا يوجد في الفاضل، أو يشترك هو والأفضل في صفة من الصفات على وجه التسوية. انتهى "تحفة الأحوذي".
وعبارة السندي هنا: وليس المراد أنه فاضل في الصدق على غيره حتى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل المراد به: أنه بلغ في الصدق نهايته والمرتبة الأعلى، بحيث لم يكن يفضل في وصف الصدق وهو يمنع المساواة في وصف الصدق مع الأنبياء ولا بعد فيها عقلًا، أو المراد به: لا يزيد عليه أحد من جنسه في الصدق، وأما الأنبياء .. فلا كلام فيهم، بل هم معلومون برتبتهم، وقيل: يمكن أن يراد به أنه لا يذهب إلى الاحتمال في الصدق والمعاريض في الكلام، فلا يرخي عنان كلامه ولا يواري مع الناس ولا يسامحهم ويظهر الحق البحت والصدق المحض. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب مناقب أبي ذر، ثم قال: هذا حديث حسن، وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي ذر، وأخرجه أحمد والحاكم.
قلت: فهذا الحديث: حسن لغيره، وإن كان سنده ضعيفًا؛ لأن له شواهد، وغرضه بسوقه: الاستدلال به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في فضل أبي ذر رضي الله عنه إلا حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.