للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُزَوِّجَكَ جَارِيَةً بِكْرًا تُذَكِّرُكَ مِنْ نَفْسِكَ بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى،

===

قريبًا منهما (فقال له) أي: لابن مسعود (عثمان: هل لك) يا أبا عبد الرَّحمن رغبة في (أن أزوجك) وأنكحك (جاريةً) أي: شابةً (بكرًا؟ ) لعل عثمان رأى منه قشفًا ورثاثة هيئةٍ، فحمل ذلك على فقده الزوجة التي ترفهه، قاله الحافظ.

وقوله: (جاريةً بكرًا) يؤخذ منه ة أن معاشرة الزوجة الشابة تزيد في القوة والنشاط، بخلاف عكسها فبالعكس، كذا في "الفتح".

قال النووي: فيه استحباب نكاح الشابة؛ لأنَّها المحصلة لمقاصد النِّكَاح؛ فإنها ألذ استمتاعًا، وأطيب نكهةً، وأرغب في الاستمتاع الذي هو مقصود النِّكَاح، وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرًا، وألين ملمسًا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها. انتهى.

(تذكرك) تلك الجارية (من نفسك بعض ما قد مضى) منها من شبابك، قال النووي: أي: تتذكر بها ما مضى من قوة شبابك؛ فإن ذلك ينعش البدن، وأخبرت من بعض شيوخنا أنه قال: كنت أظن أني عجزت عن النساء، فلما تزوجت الصغيرة .. وجدت في نفسي من النشاط ما كنت أعهده في الصغر.

قال القرطبي: إنما قال له ذلك؛ لأنه كان قد قلت رغبته في النساء؛ إما لاشتغاله بالعبادة، أو للسن، أو لهما.

قلت: فعلى أنه للسن: ففيه جواز نكاح ذي السن البكر، ويأتي الكلام على ذلك في حديث جابر، إن شاء الله تعالى. كذا في "شرح الأبي" رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>