القرشي الجمحي رضي الله تعالى عنه، قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة، فلما بلغهم أن قريشًا أسلموا .. رجعوا، فدخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة، وفي "الصحيحين" عن أم العلاء قالت: لما توفي عثمان بن مظعون .. قلت: شهادتي عليك أبا السائب لقد أكرمك الله، توفي بعد شهوده بدرًا في ذي الحجة، في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم، وروى الترمذي من طريق القاسم عن عائشة قالت: قبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، وعيناه تذرفان، ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون".
وقالت امرأة ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون
انتهى من "الإصابة".
قال العلماء: التبتل: هو الانقطاع عن النساء وترك النِّكَاح انقطاعًا إلى عبادة الله تعالى، وتفرغًا لها، وهو شريعة النصارى، وأصل التبتل: الانقطاع مطلقًا، ومنه: مريم البتول، وفاطمة البتول؛ لانقطاعهما من نساء زمانهما دينًا وفضلًا ورغبة في الآخرة، ومنه: صدقة بتلة؛ أي: منقطعة عن تصرف مالكها، قال الطيبي: التبتل: هو ترك لذات الدنيا وشهواتها، والانقطاع إلى الله تعالى بالتفرغ لعبادته، ومعنى قوله:(رد عليه التبتل): نهاه عنه.
قال تقي الدين: نهى عن التبتل هنا، وأمر به في قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ