للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

خصائص النبي صلى الله عليه وسلم جوازَ الخلوة بالأجنبية والنظرِ إليها، وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها، ونومه عندها، وتفليتها رأسه، ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية. انتهى كلام الحافظ.

واعترض القاري في "المرقاة" على كلام الحافظ هذا، فقال: هذا غريب؛ فإن الحديث لا دلالة على كشف وجهها، ولا على الخلوة بها، بل ينافيها مقام الزفاف، وكذا قولها: (فجعلت جويريات يضربن بالدف ... ) إلى آخره.

قلت: لو ثبت بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها .. لحصل الجواب بلا تكلف، ولكان شافيًا وكافيًا، ولكن لم يذكر الحافظ تلك الأدلة ها هنا. انتهى من "التحفة".

قوله: "أما هذا .. فلا تقولوه"، وفي رواية البخاري: "دعي هذه" أي: اتركي ما يتعلق بمدحي الذي فيه الإطراء المنهي عنه، وقوله: "ما يعلم ما في غد إلا الله" فيه إشارة إلي علة المنع، وفي رواية الترمذي زيادة: "وقولي الذي تقولين قبلها" فيه جواز سماع المدح والمرثية مما ليس فيه مبالغة تفضي إلى الغلو، قاله الحافظ.

قال القاري في "المرقاة": وإنما منع القائلة بقولها: "وفينا نبي ... " إلي آخره؛ لكراهة نسبة علم الغيب إليه؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، وإنما يعلم الرسول من الغيب ما أخبره، أو لكراهة أن يذكر في أثناء ضرب الدف وأثناء مرثية القتلي؛ لعلو منصبه عن ذلك. انتهى.

قلت: المعتمد هو الأول؛ لما ورد به التصريح في رواية حماد بن سلمة؛ كما مر آنفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>