ثم استشهد المؤلف لحديث الربيع بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٥٤) - ١٨٧٠ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، توفي سنة إحدى ومئتين (٢٠١ هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) عائشة: (دخل على) في بيتي والدي (أبو بكر) الصديق رضي الله عنهما (و) الحال أنه (عندي) في بيتي (جاريتان) أي: شابتان (من جواري الأنصار) أي: من شواب بنات الأنصار؛ إحداهما لحسان بن ثابت؛ كما في "الطبراني"، أو كلاهما لعبد الله بن سلام. انتهى "قسطلاني".
والجارية: هي فتية النساء؛ أي: شابتهن، سميت بها؛ لخفتها وكثرة جريها في بيت أهلها للخدمة، ثم توسعوا حتى سموا كل أمة جارية وإن كانت غير شابة، ولكن المراد هنا معناها الأصلي؛ كما في حديث الصديقة في نظرها إلي لعب الحبشة:(وأنا جارية) قال القرطبي: الجارية في النساء كالغلام في الرجال، وهما يقالان على من دون البلوغ منهما، ولذلك قالت عائشة في حديثها ذلك:(فاقدروا قدر الجارية العربة) أي: المحببة عند زوجها (تغنيان) أي: ترفعان أصوتهما (بما تقاولت به الأنصار) أي: بإنشاد شعر