للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دُونَكِ فَانْتَصِرِي"، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا مَا تَرُدُّ

===

(ثم) بعدما دخلت على (قالت) زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ أَحَسْبُكَ) الهمزة فيه للاستفهام الإنكاري؛ أي: أيكفيك فعلُ عائشة ومباشرتُها (إذا قَلَبَتْ) ووضعت (بنيةُ أبي بكر) تصغير بنت، وهي فاعل قَلَبَت" (ذُرَيْعَتَيْهَا؟ ! ) أي: ذراعيها وساعديها على جَنْبَيْكَ؛ تثنيةُ ذُرَيعة، والذُرَيِّعةُ -بضم الذال المعجمة وتشديد ياء- تصغيرُ الذراع، ولحوق الهاء بها؛ لكونها مؤنثة معنىً، ثُمَّ ثَنَّتْها مصغرة وأُضيف إلى الضمير، وأرادَتْ بهما: ساعديها، كذا في "المجمع" و"النهاية"، وفي بعض الأصول بلا هاء التأنيث على الأصل.

و(إذا) في قوله: (إذا قلَبَتْ) ظرف زمان مجرد عن معنى الشرط، فتكون بمعنى: حين، والمعنى: أيكفيك يا رسول الله فِعْلُ عائشة ومباشرتُها؛ لشدة حبك لها لا تلتفت إلى غيرها، حين قلبت ووضعت ساعديها على جنبيك، ولا تنظر إلى غيرها؟ !

حينئذ قالت عائشة: (ثُمَّ) بعدما قالت لرسول الله ذلك الكلام (أقبلَتْ عليَّ) فسبَّتْني واستطالَتْ عليَّ (فأعرضت عنها) أي: أعرضت عن رد مشاتمتها؛ حياء من الرسول صلى الله عليه وسلم (حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم) أي: أشارَ لي بقوله: (دونك) أي: خذي حقك عنها، وارددي عليها شتمها إياك (فانتصري) منها؛ أي: انتقمي منها شتمها إياك.

(فأقبلتُ عليها) بالشتم والانتقام منها (حتى) أسكتُها و (رأيتُها وقد يبس ريقها في فيها) أي: وقد يبس فمها عن ريقها، وعجزت عن مجاوبتي و (ما ترد

<<  <  ج: ص:  >  >>