للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَانَ يُسَرِّبُ إِلَيَّ صَوَاحِبَاتِي يُلَاعِبْنَنِي.

===

بها الصبيات (فكان) صلى الله عليه وسلم (يسرب) من التسريب؛ أي: يبعث ويرسل (إلي صواحباتي) من بنات الأنصار، إذا خرج من عندي، حالة كونهن (يلاعبنني) أي: يلعبن معي بتلك البنات في بيته صلى الله عليه وسلم، قال في "النهاية": لعب البنات: هي التماثيل التي تلعب بها الصبيات.

قال القاضي عياض: فيه جواز اتخاذ اللعب وإباحته للجواري، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذلك فلم ينكره، قالوا: وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح شأنهن وبيوتهن.

قال النووي: ويحتمل أن يكون مخصوصًا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور؛ لما ذكر من المصلحة، ويحتمل أن يكون هذا منهيًا عنه، فكانت قضية عائشة ولعبها في أول الهجرة قبل تحريم الصور.

قال السيوطي في "حاشية النسائي": قلت: ويحتمل أن يكون ذلك؛ لكونهن دون البلوغ، فلا تكليف عليهن؛ كما جاز للولي إلباس الصبي للحرير. انتهى.

قلت: وهذا لا يتمشى على أصول علمائنا الحنفية؛ إذ ليس للولي عندهم الإلباس، وهذا هو الذي تدلط عليه الأحاديث؛ لما جاء النهيُ في صغار أهل البيت من تناول الصدقة، وكذا جاء النهي في الصغار عن الخمر. انتهى "سندي".

وقوله: (يسرب) - بتشديد الراء المكسورة - أي: يبعث ويرسل.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، في باب الانبساط للناس، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب اللعب بالبنات، والنسائي في كتاب النِّكَاح، باب البناء بابنة تسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>