فيما أرسلني به، (ومن عصاني) وخالفني فيما نهيتكم عنه من المنكرات، وفعل ذالك المنهي عنه .. (فقد عصى الله) سبحانه، وخالفه فيما نهى عنه؛ يعني: أنه مبلغ عن الله سبحانه، فمن أطاعه فيما بلغ .. فقد أطاع الآمر الحقيقي؛ لأن طاعة الرسول عين طاعة الله تعالى؛ لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ومثله المعصية، وهذا الحديث بمعنى قوله تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}(١)، لكن سوق الآية في نسق المعصية لإفادة أنه ليس على الرسول وبال معصيته؛ إذ ليس عليه إلا البلاغ لا الحفظ، فوبال المعصية على ذلك العاصي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف" ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بأثر ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٢) - ٢ - (٢)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) - مصغرًا - الهمداني - بسكون الميم - أبو عبد الرحمن الكوفي، كان أحمد ابن حنبل يعظمه تعظيمًا عجيبًا، يقول أيُّ فتىً هو؟ ! ويقول أيضًا: هو درة العراق، قال ابن الجنيد: ما رأيت بالكوفة مثل ابن نمير، وكان رجلًا نبيلًا قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد، وكان فقيرًا.