للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انْظُرُوهَا؛ فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ .. أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ .. فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا"، قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ.

===

(ثم) بعد فراغهما من التلاعن (قال النبي صلى الله عليه وسلم) للحاضرين (انظروها) أي: انتظروا هذه الملاعنة، وقد كانت حاملًا؛ أي: انتظروا ولادتها (فإن جاءت به) أي: بحملها، أي: فإن ولدته حالة كونه (أسحم) أي: أسود الجسم (أدعج العينين) أي: شديد سواد العينين من الدعج - بالتحريك - وهي شدة سواد العين، وقيل: سعتها (عظيم الأليتين) تثنية الألية؛ وهي العجيزة .. (فلا أراه) أي: فلا أظن الرجل الملاعن لها (إلا قد صدق عليها) فيما يدعيه عليها.

(وإن جاءت به) أي: بالولد حالة كونه (أحيمر) - تصغير أحمر - أي: قليل الحمرة (كأنه وحرة) في قلة حمرته، والوحرة: دويبة حمراء تلصق بالأرض سريعة في جريها؛ كأن لونها مائل إلى الغبرة .. (فلا أراه) أي: فلا أظن هذا الملاعن (إلا كاذبًا) عليها فيما يدعي عليها، (قال) سهل: (فجاءت) المرأة (به) أي: بذلك الولد حالة كونه كائنًا (على النعت المكروه) لها وللناس؛ وهو كونه أسحم أدعج العينين؛ كأنه وصف الزاني بها.

قوله: (لئن انطلقت بها) أي: لئن رجعتُ بها إلى بيتي وأبقيتُها عندي زوجةً؛ يريد: أن مقتضى ما جرى من اللعان ألا أمسكها إن كنت صادقًا فيما قلت لها، فإن أمسكتها .. كنت كاذبًا عليها فيما قلت، فلا يليق الإمساك.

وظاهره: أنه لا يقع التفريق بمجرد اللعان، بل يلزم أن يفرق الحاكم بينهما أو الزوج يفرق بنفسه، ومن يقول بخلافه .. يعتذر بأنه ما كان عالمًا بالحكم، وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>