فرغ (النبي صلى الله عليه وسلم) مما كان مشغولًا به من الوحي.
(فأرسل) النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ عنده (إليهما) أي: إلى هلال بن أمية وامرأته (فجاءا) - بألف التثنية - أي: جاء كل منهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ؤ) لما جاءا .. (قام هلال بن أمية، فشهد) أي: لاعن (والنبي) أي: والحال أن النبي (صلى الله عليه وسلم يقول) لكل منهما: (إن الله) عز وجل (يعلم أن أحدكما كاذب، فهل) منكما (من تائب؟ ).
قال عياض: ظاهره أنه قال هذا الكلام بعد فراغهما من اللعان، فيؤخذ منه: عرض التوبة على المذنب ولو بطريق الإجمال، وأنه يلزمُ مَنْ كذَبَه التوبةُ من ذلك، وقال الداوودي: قال ذلك قبل اللعان تحذيرًا لهما منه، والأول أظهر وأولى بسياق الكلام، قال الحافظ: والذي قاله الداوودي أولى من جهة أخرى؛ وهو مشروعية الموعظة قبل الوقوع في المعصية، بل هو أحرى مما بعد الوقوع. انتهى.
قلت: وسياق هذا الحديث ظاهر فيما قاله الداوودي. انتهى من "العون".
(ثم) بعدما فرغ هلال من لعانه (قامت) المرأة (فشهدت) أي: لاعنت (فلما كان) لعا نها (عند) الشهادة (الخامسة) وفي رواية الترمذي: (فلما كانت) أي: المرأة (عند الخامسة) يعني الراوي بالخامسة: قوله تعالى: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}(١) .. قالوا) أي: قال الحاضرون (لها) أي: