للمرأة (إنها) أي: إن هذه الخامسة (الموجبة) أي: للعذاب الأليم إن كانت كاذبة، جعل الغضب في جانبها؛ لأن النساء يستعملن اللعن كثيرًا؛ كما ورد الحديث بذلك، فربما يجترئن على الإقدام؛ لكثرة جري اللعن علي ألسنتهن وسقوط وقوعه عن قلوبهن، فذكر الغضب في جانبهن؛ ليكون رادعًا لهن. انتهى من "التحفة".
(قال ابن عباس: فـ) لما قالوا ذلك .. (تلكأت) - بتشديد الكاف - أي: توقفت المرأة عن المضي في كلامها، يقال: تلكأ في الأمر إذا تبطأ عنه وتوقف فيه (ونكصت) أي: تأخرت ورجعت، وفي القرآن:{نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}(١).
والمعنى: أنها سكتت بعد الكلمة الرابعة، وفي رواية الترمذي:(ونكست) - بالسين المهملة - أي: خفضت رأسها وطأطأت إلى الأرض، وفي رواية البخاري:(نكصت) - بالصاد المهملة - أي: رجعت وتأخرت، والمعنى: أنها سكتت بعد الكلمة الرابعة (حتى ظننا أنها سترجع) عن لعانها ومقالها في تكذيب الزوج ودعوى البراءة عما رماها به (فقالت) المرأة: (والله؛ لا أفضح قومي سائر اليوم) وباقيه؛ أي: في جميع الأيام وأبد الدهر، والمراد: مدة عمرهم أو فيما بقي من الأيام بالإِعراض عن اللعان والرجوع إلى تصديق الزوج، وأريد باليوم: الجنس، ولذلك أجراه مجرى العام، والسائر كما يطلق للباقي يطلق للجميع. انتهى من "التحفة" و"العون".
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم) للحاضرين: (انظروها) أي: انتظروا