وتحته الهواء، وروي بلفظ القصر في العمى، والمعنى: عدم ما سواه؛ لأنه قال: كان ولم يكن معه شيء، بل كل شيء كان عدمًا عمىً لا موجودًا ولا مدركًا، والهواء الفراغ أيضًا العدم، كأنه قال: كان لا شيء معه ولا تحت ولا فوق.
قال الحافظ: قد روى أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعًا: "إن الماء خلق قبل العرش" وروى السندي في "تفسيره" بأسانيد متعددة: "إن الله لم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء"، وأما ما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا:"أول ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة" .. فيجمع بينه وبين ما قبله: بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش، أو بالنسبة إلى ما صدر منه من الكتاب؛ أي: أنه قيل له: اكتب أول ما خلق. انتهى، وفي بعض نسخ "ابن ماجه": (قال: كان في عماء، ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق العرش على الماء) بإسقاط (ما) قبل ثم، وهذه النسخة المعتمدة، هي أوضح في المعنى.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: أحمد (٤/ ١١) من طريق يزيد بن هارون، والترمذي؛ أخرجه في كتاب التفسير، باب ومن سورة هود، وقال: هكذا يقول حماد بن سلمة: (وكيع بن حدس) بالحاء المهملة، ويقول شعبة وأبو عوانة وهشيم:(وكيع بن عدس) بالعين المهملة، وقال: هذا حديث حسن.