للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ".

===

فكأنه قال في جوابه: كان قبل أن يخلق خلقه ولم يكن شيء غيره، ثم قال: (ما تحته هواء، وما فوقه هواء) ليس تحت العمى الذي هو لا شيء موجود هواء ولا فوقه هواء؛ لأن ذلك إذا كان غير شيء .. فليس يثبت له هواء بوجه، ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم المكان وإلى أنه لا أين ثمة فضلًا عن أن يكون هو في مكان.

وقال كثير من العلماء: هذا من حديث الصفات، فنؤمن به ونكل علمه إلى عالمه، وأما قوله: (وما) بالقصر في بعض نسخ ابن ماجه .. فالظاهر أنها نافية مؤكدة للنفي السابق أو داخلة على محذوف؛ تقديره: وما تحته أرض وما فوقه سماوات، وقرأ بعضهم (وماء) بالمد عطفًا على هواء؛ أي: وما فوقه وتحته هواء ولا ماء، والأقرب أنه تصحيف.

(ثم) -بضم المثلثة- أي: ثم بعد خلقه الماء (خلق عرشه على الماء) ويحتمل أن يكون ثَم -بفتح المثلثة- اسم إشارة إلى المكان، وخلق مصدر بمعنى مخلوق؛ أي: وما ثم مخلوق، وقوله: (عرشه على الماء) جملة أخرى مستأنفة، وقال الأزهري: قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا .. فلا ندري كيف كان ذلك العماء، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته. انتهى من "الخازن".

وقال السيوطي في "مصباح الزجاجة": قال القاضي ناصر الدين بن المنير: وجه الإشكال في الحديث الظرفية والفوقية والتحتية، قال: والجواب أن (في) بمعنى على، وعلى بمعنى الاستيلاء؛ أي: كان مستوليًا على هذا السحاب الذي خلق منه المخلوقات كلها، والضمير في تحته وفوقه يعود إلى السحاب؛ أي: كان مستوليًا على هذا السحاب الذي فوقه الهواء

<<  <  ج: ص:  >  >>