(٥٨) - ١٨٠ - (٦)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي.
(قالا: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين قال: قلت: يارسول الله؛ أين كان) أي: في أي مكان كان (ربنا) سبحانه وتعالى، قيل: الكلام على حذف مضاف؛ تقديره: أين كان عرش ربنا؟ ويدل على هذا المحذوف قوله فيما بعد: ثم خلق عرشه على الماء، وعلى هذا يحمل قوله:(قبل أن يخلق خلقه) على غير العرش، كما يدل عليه رواية لأحمد:(قبل أن يخلق السماوات والأرض) وعليه، فلا إشكال في الحديث، والظاهر أن الكلام على ظاهره من غير تقدير؛ أي: أين كان ربنا قبل أن يخلق شيئًا من مخلوقاته من الماء والعرش والسماوات والأرض؟
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان) الله سبحانه وتعالى قبل خلق مخلوقاته (في عماء) بالمد، وقال الترمذي: قال أحمد بن منيع: قال يزيد بن هارون: العماء؛ أي: ليس معه شيء (ما تحته) أي: ما تحت ذلك العماء (هواء) أي: جو؛ فالضمير في تحته وفوقه للعماء (وما فوقه هواء) وما في الموضعين نافية لا موصولة، وروي:(كان في عمىً) بالقصر؛ أي: لا شيء معه موجود؛ لأنه مما عمي وخفي عن الخلق؛ لكونه غير شيء،