للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَوَيَضْحَكُ الرَّبُّ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: لَنْ نَعْدِمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا.

===

تجلب الرحمة لا محالة في الشاهد، فكيف لا تكون أسبابًا عادية لجلبها من أرحم الراحمين جل ذكره وثناؤه؟ ! والأقرب هنا: أن الغير بمعنى تغيير الحال وتحويله لا تغيره وتحوله، والضمير في (غيره) إلى الله تعالى؛ والمعنى أنه تعالى يضحك من صيرورة العبد مأيوسًا من الخير بأدنى شر وقع عليه مع قرب تغييره تعالى الحال من شر إلى خير، ومن مرض إلى عافية، ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة، لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا. انتهى "سندي".

(قال) أبو رزين: (قلت: يا رسول الله؛ أ) يرضى الله (ويضحك الرب؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) يضحك الرب؛ لأن الضحك من صفاته، قال أبو رزين: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إذًا (لن نعدم) ولن نفقد (من رب يضحك) ولا يغضب (خيرًا) أي: إحسانًا وفضلًا وكرمًا وجودًا، وعدم من باب علم، يقال: عدم الشيء إذا فقده، يريد أن الرب الذي من صفاته الضحك لا نفقد خيره، بل كلما احتجنا إلى الخير .. وجدناه، فإنا إذا أظهرنا الفاقة لديه .. يضحك فيعطي.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن لما مر، وفي "الزوائد": وكيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله احتج بهم مسلم. انتهى؛ أي: فالحديث: حسن. انتهى "سندي"، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث جرير بحديث آخر أيضًا لأبي رزين رضي الله عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>