للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: يَا بْنَ عُمَرَ؛ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ فِي النَّجْوَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ؛ أَعْرِفُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ

===

يقال: عرض له إذا أتاه في عرضه؛ والمعنى: بين أوقات مشينا مع ابن عمر وهو يطوف بالبيت فاجأه عرض رجل له؛ أي: إتيانه له في مقابلة وجهه.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم بصريون إلا ابن عمر؛ فإنه مكي، وحكمه: الصحة.

(فقال) الرجل: (يا بن عمر؛ كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في) شأن (النجوى؟ ) أي: في مناجاة الله للعبد يوم القيامة؛ أي: مكالمته إياه سرًّا عن أهل الموقف، والنجوى: اسم مصدر يقوم مقام المصدر، يقال: ناجى يناجي مناجاة ونجوى، (قال) ابن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدنى) بالبناء للمفعول من الإدناء؛ أي: يقرب (المؤمن من) موقف مناجاة (ربه يوم القيامة حتى يضع) رب العزة (عليه) أي: على المؤمن (كنفه) -بفتحتين- أي: ستره عن أهل الموقف حتى لا يطلع على سره غيره تعالى، (ثم) بعد وضع كنفه عليه (يقرره) أي: يحمله على الإقرار (بذنوبه) من التقرير بمعنى الحمل على الإقرار.

(فيقول) عز وجل له: (هل تعرف) يا عبدي أنك فعلت ذنب كذا وكذا، في مكان كذا وكذا، في يوم كذا وكذا؟ وجملة القول تفسير للتقرير، (فيقول) العبد لربه: (يا رب؛ أعرفـ) ـها، (حتى إذا بلغ) المؤمن (منه) أي: من الإقرار أو (حتى إذا بلغ) الفزع (منه) أي: من المؤمن (ما شاء الله أن يبلغ) من

<<  <  ج: ص:  >  >>