للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ .. جَاءَ بِأَبِيهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ اجْعَلْ لِأَبِي نَصِيبًا فِي الْهِجْرَةِ فَقَالَ: "إِنَّهُ لَا هِجْرَةَ"، فَانْطَلَقَ فَدَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتَنِي؟ قَالَ: أَجَلْ، فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ فِي قَمِيصٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ

===

(قال) عبد الرحمن أو صفوان: (لما كان يوم فتح مكة .. جاء) عبد الرحمن أو صفوان (بأبيه) إلى النبي صلى الله عليه وسلم (فقال) عبد الرحمن أو صفوان: (يا رسول الله؛ اجعل لأبي نصيبًا) أي: حظًا (في) ثواب (الهجرة، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه) أي: إن الشأن والحال (لا هجرة) أي: لا نقلة من مكة إلى المدينة بعد الفتح؛ لصيرورتها دار إسلام، أو إلى المدينة من أي موضع كان؛ لظهور عزة الإسلام، فما بقيت هذه الهجرة الآن فرضًا، وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام ونحوها .. فهي واجبة على الدوام.

(فانطلق) عبد الرحمن أو صفوان؛ أي: ذهب من عند النبي صلى الله عليه وسلم (فدخل على العباس) بن عبد المطلب، قوله: (فانطلق فدخل على العباس) هكذا في بعض الأصول، وفي بعضها: (فانطلق مُدِلًّا) وهو اسم فاعل من أدل -بتشديد اللام- إذا وثق بمحبته؛ أي: خرج إلى بيت العباس معتمدًا على محبته. انتهى "سندي".

(فقال) عبد الرحمن أو صفوان للعباس: (قد عرفتني؟ ) أي: هل عرفتني؛ أي: هل عرفت من أنا؟ و (قد) هنا بمعنى: (هل)، فـ (قال) له العباس: (أجل) أي: نعم عرفتك، أنت عبد الرحمن أو: نعم عرفتك، أنت صفوان، فأخبر عبد الرحمن أو صفوان للعباس خبر ما جرى بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم (فخرج العباس) من بيته (في قميص) له (ليس عليه رداء) فدخل على

<<  <  ج: ص:  >  >>