رسول الله صلى الله عليه وسلم السَّمَاسِرةَ) بالنصب على أنه مفعول ثانٍ، وهو بفتح السين الأُولى وكسر الثانية؛ جمع سمسار، قال في "النهاية": السمسار: القيم بالأمر الحافقاله، وهو اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطًا لإمضاء البيع، والسمسرة: البيع والشراء. انتهى.
(فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) في المسوق (فسمانا باسم هو أحسن منه) أي: من اسمنا الأول؛ وهو السماسرة (فقال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر التجار"، قال أبو سليمان الخطابي: السمسار: أعجمي، وكان كثيرٌ ممَّن يعالجُ البيعَ والشراءَ فيهم عجمًا، فتلقَّوا هذا الاسمَ عنهم، فغيَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التجار، الذي هو من الأسماء العربية، وذلك معنى قوله:(فسمَّانا باسم هو أحسن منه). انتهى.
أي: فقال لنا: (يا معشر التجار) هو بضم فتشديد، أو كسر وتخفيف (إن البيع يحضره الحلف) -بفتح الحاء المهملة وكسر اللام- أي: يخلطه اليمين، والمراد: الكاذبة، ويجوز إسكان لامه أيضًا (واللغو) أي: غالبًا؛ وهو من الكلام: ما لا يعتد به، وقيل: هو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجري مجرى اللغو؛ وهو صوت العصافير المجتمعة، ذكره الطيبي.
قال القاري: والظاهر أن المراد منه: ما لا يعنيه، وما لا طائل تحته، وما لا ينفعه في دينه ودنياه. انتهى.
(فشوبوه) -بضم أوله- أمر من الشوب؛ وهو الخلط؛ أي: فشوبوا ما ذكر من اللغو والحلف واخلطوه، قاله القاري، ويحتمل أن يرجع الضمير المنصوب