قال السندي:(الصباغون) أي: الذين يصبغون الثياب (والصواغون) أي: الذين يَصِيغُون الحليَّ؛ لأن الغالب عليهم الكذب في المواعيد، وهذا معلوم بالتجربة، وقيل: أراد الذين يصيغون الكلام، أي: يصوغونه؛ أي: يغيرون ما سمعوا ويخترعون غيره، وأصل الصبغ التغيير، روي أنه سئل أبو عبيدة مدةً عن تفسيره، فقال: الصباغ: هو الذي يزيد في الحديث من عنده يزينه به، وأما الصائغ .. فهو الذي يصوغ الحديث الذي ليس له أصل.
قال البيهقي بعد حكاية كلام أبي عبيدة: ويحتمل أن يكون المراد به: العامل بيده، وهو صريح فيما روي فيه عن أبي سعيد، وإنما نسبه إلى الكذب - والله أعلم - لكثرة مواعيده الكاذبة مع علمه بأنه لا يفي بها، قال: وفي صحة هذا الحديث نظر، كذا ذكره السيوطي. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (٩)(٢٢٨)؛ لضعف سنده، ولعدم المشاركة فيه، ولذلك أخره عن أول الترجمة مع كونه صريحًا فيها، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخير للاستئناس، والآخران للاستشهاد.