للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ".

===

فإذا هو) أي: ذلك الطعام (مبلول) داخله؛ أي: أصابته بلة، هكذا في رواية أبي داوود.

وفي رواية ابن ماجه: (فإذا هو مغشوش) أي: مخلوط داخله بما فيه الغش؛ وهو المبلول (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا) أي من أهل هدينا وسيرتنا (من غش) أي: من فعل فعلًا فيه غش؛ من الغش -بكسر المعجمة- وهو ضد النصح، من الغشش؛ وهو المشروب الكدر؛ أي: ليس على خلقنا وسنتنا.

قال الخطابي: معناه: ليس على سيرتنا ومذهبنا؛ يريد: أن من غش أخاه وترك مناصحته .. فإنه قد ترك اتباعي والتمسك بسنتي.

وقد ذهب بعضهم إلى أنه أراد بذلك نفيه عن الإسلام، وليس هذا التأويل بصحيح، وإنما وجهه ما ذكرت لك، وهذا كما يقول الرجل لصاحبه: أنا منك وإليك؛ يريد بذلك: المتابعة والموافقة، ويشهد لذلك قوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١). انتهى.

والحديث دليل: على تحريم الغش، وهو مجمع عليه. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا .. فليس منا"، وأبو داوود في كتاب البيوع والإجارات، باب النهي عن الغش، والترمذي في كتاب البيوع، باب ما جاء في كراهية الغش، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم؛ كرهوا الغش، وقالوا: الغش حرام، والدارمي، وأحمد.


(١) سورة إبراهيم: (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>