فيما قال، لقد (تركنا والله على مثل البيضاء) أي: على الملة مثل الأرض البيضاء؛ أي: الفارغة من الأشجار المؤذية والوحوش الضارية، (ليلها ونهارها سواء) أي: السير في تلك الأرض البيضاء في أي وقت سواء ليلًا أو نهارًا لا يخاف السالك فيها من الأشجار المؤذية والحيوانات الضارية ليلًا ونهارًا، شبه هذه الملة في وضوحها وإزالة مشكلاتها بادلتها بالأرض البيضاء؛ أي: الفارغة من كل مؤذ وضار، التي لا يخاف السالك فيها في أي وقت ليلًا ولا نهارًا، هذا ما ظهر للفهم السقيم، والله أعلم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث قرة بن إياس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤) - ٤ - (٤)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري الملقَّب بِبُندار، قال العجلي: بندار ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (٢٥٢ هـ). يروي عنه:(ع).
قال:(حدثنا محمد بن جعفر) الهُذَلي أبو عبد الله البصري رَبيبُ شعبة المعروف بغندر.
قال ابن معين: كان من أصح الناس كتابًا، قال ابن مهدي: غُندرُ أثبت مِنِّي في شعبة، وقال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة .. فكتابُ غندر