للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ؛ يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُ، قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَدَيْهِ شَيْئًا".

===

في الإعطاء بالتفوق والاستعلاء؛ فإن السح إنما يكون من علو، ومنها: أنها المعطية عن ظهر غنىً؛ لأن المائع إذا انصب من فوق .. انصسب بسهولة، ومنها: جزالة عطاياه سبحانه؛ فإن السح يستعمل فيما ارتفع عن حد التقاطر إلى حد السيلان، ومنها: أنه لا مانع؛ لأن الماء إذا أخذ في الانصباب من فوق .. لم يستطع أحد أن يرده. انتهى "سندي".

(وبيده) سبحانه (الأخرى) أي: غير اليمين (الميزان) أي: العدل بين الكائنات (يرفع) أي: يظهر (القسط) والعدل وينزله إلى الأرض تارةً، (ويخفض) أي: يخفي العدل ويزيله من بينهم، فيغلب الجور فيهم تارة أخرى، وقيل: المعنى: (يرفع القسط) أي: يبسط الرزق لمن يشاء، (ويخفض) أي: يقلل الرزق ويقتره على من يشاء، وقد يكونان عبارةً عن تصرف المقادير في الخلق بالعز والذل، كما في "النواوي".

ثم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت) أي: أعلمت (ما أنفق) الله سبحانه وتعالى، و (ما) مصدرية؛ أي: أعلمت وأبصرت أيها المخاطب إنفاق الله سبحانه وتعالى (منذ خلق الله) أي: من يوم خلق (السماوات والأرض؛ فإنه) الضمير فيه عائد للإنفاق المعلوم من أنفق؛ أي: فإن ذلك الإنفاق (لم ينقص مما في يديه) من الخزائن (شيئًا) قليلًا ولا كثيرًا؛ فإن خزائنه على ما كانت عليه يوم خلق السماوات والأرض.

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: الترمذي؛ أخرجه في كتاب التفسير، باب ومن سورة المائدة، وقال: وهذا الحديث حسن صحيح، وأخرجه الشيخان أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>