(عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب القرشي العدوي أبي عبد الرحمن المكي رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وواحد مكي، وواحد دمشقي، أو جرجرائي، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن ابن عمر (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم قائم (على المنبر يقول: يأخذ) أي: يقبض (الجبار) جل جلاله (سماواته) السبع (وأرضه بيده) المقدسة، وفي رواية مسلم:(بيديه) بالتثنية، (وقبض) رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع (بيده) الشريفة؛ ليريهم كيفية القبض ويمثل لهم، (فجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقبضها) أي: يقبض أصابع يده (ويبسطها) أي: ينشرها ليصور لهم كيفية السماوات والأرض المبسوطتين أولًا، ثم المقبوضتين يومئذ.
وفي رواية مسلم عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يطوي الأرضين بشماله" قال القاضي: وفي هذا الحديث ثلاثة ألفاظ: يقبض ويطوي ويأخذ، كله بمعنى الجمع؛ لأن السماوات مبسوطة والأرضين مدحوة وممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسماوات، فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض ورفعها وتبديلها بغيرها، قال: وقبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها