بعد بسطها، وحكاية المبسوط والمقبوض وهو السماوات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الذي هو صفة القابض والباسط سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى المسماة باليد؛ لأنها لا تمثل ولا تكيف، ليست بجارحة كيدنا. انتهى.
وقوله:(ثم يقول) الله سبحانه معطوف على قوله: "يأخذ الجبار" أي: ثم يقول الله سبحانه: (أنا الجبار) الذي يجبر عباده على ما يريد، (أين) الملوك (الجبارون) الذين يجبرون رعيتهم على ما لا يطيقون؟ (أين المتكبرون) الذين يتكبرون على الفقراء والمساكين بجاههم ودنياهم؟ (قال) ابن عمر: (ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: وكان رسول الله يتكلف بالميل؛ لأن باب التَّفعُّل يدل على التكلف (عن يمينه وعن يساره) إشارة إلى شدة الأمر والهول يومئذ، وإلى زلزلة الأرض والسماوات حين طيها وقبضها (حتى نظرت إلى المنبر يتحرك) من تحته (من أسفل شيء منه) إلى أعلاه؛ لأن بحركة الأسفل يتحرك الأعلى (حتى إني أقول) في نفسي أو أتردد: (أساقط هو) أي: هل المنبر ساقط (برسول الله صلى الله عليه وسلم) أم لا؟ لشدة تمايله، والاستفهام جرى بينه وبين نفسه.
قال النواوي: ويحتمل أن تحركه بحركة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الإشارة، وقال القاضي: ويحتمل أن يكون بنفسه هيبة لسمعه كما حن الجذع، ثم قال: والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الأحاديث