وهذا السند من سداسياته، رجاله ثلاثة منهم كوفيون، وواحد مدني، وواحد بصري، وواحد نيسابوري، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) جابر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه) أي: يجعل نفسه معروضة (على) أعيان (الناس) وأشرافهم (في) منىَ وقت (الموسم) أي: وقت المجتمع في الحج؛ ليؤمنوه من إذاية قريش، (فيقول) في عرض نفسه عليهم: (ألا) أي: ألا يوجد فيكم (رجل) يستصحبني و (يحملني إلى قومه) وعشيرته، فيؤمنوني حتى أبلغ كلام ربي؛ (فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي) إلى الناس؟ فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن كلام الرب سبحانه وتعالى، زاد في رواية غير ابن ماجه: فأتاه رجل من همدان فأجابه، ثم خشي ألا يتبعه قومه، فجاء إليه، فقال: آتي قومي فأخبرهم، ثم آتيك من العام المقبل، قال: نعم، فانطلق الرجل.
قال الحافظ في "الفتح": ذكر ابن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد موت أبي طالب قد خرج إلى ثقيف بالطائف يدعوهم إلى نصره، فلما امتنعوا منه .. رجع إلى مكة، فكان يعرض نفسه على قبائل العرب في موسم الحج. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب السنة، باب في القرآن، والترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال الحافظ في "الفتح": أخرجه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الحاكم.