وقد أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في "الدلائل" بإسناد حسن عن ابن عباس، قال: حدثني علي بن أبي طالب، قال: لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على قبائل العرب .. خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منىً حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، وتقدم أبو بكر، وكان نسابة، فقال: من القوم؟ فقالوا: من ربيعة، فقال: من أي ربيعة أنتم؟ قالوا: من ذهل، فذكروا حديثًا طويلًا في مراجعتهم وتوقفهم أخيرًا عن الإجابة، قال: ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج، وهم الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار؛ لكونهم أجابوه إلى إيوائه ونصره، قال: فما نهضوا حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وعبارة السندي: قوله: (يعرض) من العرض؛ أي: يظهر نفسه (في الموسم) أي: موسم الحج بمكة؛ فإنهم كانوا يحجون زمن الجاهلية، قوله:(أن أبلغ) من الإبلاغ أو التبليغ (كلام ربي) ففي إضافة الكلام إلى الله تعالى دليل على أنه تعالى متكلم، وأن القرآن كلامه تعالى أظهره في جسم ونحوه. انتهى.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيَ عِشْرِيهِ لحديث جرير بحديث أبي الدرداء رضي الله عنهما، فقال:
(٧٨) -٢٠٠ - (٢٦)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي.
قال:(حدثنا الوزير) بفتح الواو وكسر الزاي (بن صبيح) -بوزن أمير- الثقفي أبو روح الشامي. روى عن: يونس بن حلبس عن أم الدرداء في قوله