للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، قَالَ: "مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا وَيُفَرِّجَ كَرْبًا، وَيَرْفَعَ قَوْمًا وَيَخْفِضَ آخَرِينَ".

===

بدر، وشهد أحدًا، وألحقه عمر بالبدريين، وكان عابدًا، مات في آخر خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين (٣٢ هـ)، وقيل: عاش بعد ذلك. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم شاميون، وفيه رواية زوجة عن زوج، وحكمه: الحسن، وفي "الزوائد": إسناده حسن؛ لتقاصر بعض الرواة عن درجة الحفظ والإتقان، وهو وزير بن صبيح، لأنه قال فيه أبو حاتم: صالح، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو نعيم: كان يعد من الأبدال، كما مر آنفًا.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم في) تفسير (قوله تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (١) أي: كل وقت من الأوقات (هو) سبحانه وتعالى (في شأن) من شؤون خلقه التي من جملتها إعطاء ما سألوا؛ فإنه تعالى لا يزال ينشئ أشخاصًا، ويغني آخرين، ويأتي بأحوال، ويذهب بأحوال من الغنى والفقر والعزة والذلة والنصب والعزل والصحة والمرض، ونحو ذلك حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحِكَم والمصالح البالغة؛ كما (قال) صلى الله عليه وسلم: (من شأنه) وفعله تعالى (أن يغفر ذنبًا) لمن يشاء، ويعذب من يشاء على ذنبه، (ويفرج كربًا) وشدة؛ أي: أن يزيل كربًا وشدة عمن يشاء، وينزل كربًا على من يشاء.

(ويرفع قومًا) أي: أن يرفع قومًا بالإيمان والطاعات، أو في شؤون الدنيا ممن أراد رفعهم، (ويخفض) أي: وأن يذل ويخذل قومًا (آخرين) بالكفر والمعاصي، أو في شؤون الدنيا ممن أراد خذلانهم، وعن عيينة: الدهر كله عند الله يومان: أحدهما اليوم الذي هو مدة الدنيا، فشأنه فيه الأمر والنهي


(١) سورة الرحمن: (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>